المهارات الابتكارية للأطفال
إن الأمم المتقدمة تبحث اليوم عن المبتكرين في كل مجال من مجالات المعرفة بل تعمل على أن توجههم وتسهل سبل العمل والابتكار وتعطيهم من اهتمامها وتشجيعها ما يسمح لهم بالإنطلاق في آفاق الاختراع والاكتشاف والتقدم . بذلك يجب على الدول العربية بذل قصارى جهدهم واهتماماتهم للعناية بهذا الجانب والعمل على تنميته لدى أبنائهم الطلاب و الطالبات حيث أن التعرف على قدرات التفكير الابتكاري من المشكلات الأساسية التي تواجه المسئولين عن العملية التربوية وتطويرها وأن طرق قياس الابتكار كما يشير شيز 1978 Chase تحتاج إلى مزيد من الدراسة والبحث نظرا لتعددها وتباينها وأن مشكلة قياس الابتكار عند الأطفال هي أحد أهم المشكلات في بحوث الابتكار . وبدأ الاهتمام العلمي بدراسة الابتكار في النصف الثاني من القرن العشرين وبشكل ملحوظ بين جميع الأمم المتقدمة أو التي تسير نحو التقدم بخطى سريعة أو بطيئة وقد حظى هذا الموضوع بالاهتمام في أمريكا وأوربا واليابان وبدأ الاهتمام بدراسة التفكير الابتكاري والمبتكرين منذ أن أعلن جليفورد 1950 Gllford في خطابه أمام جمعية علم النفس الأمريكية الذي قدم فيه نموذجه عن البناء العقلي الإنساني وكان ذلك البداية للانطلاق لإجراء البحوث والدراسات العلمية المختلفة في هذا الجانب حيث أن الأفراد ذوي القدرات الابتكارية يلعبون دورا هاما في تطور وتقدم المجتمعات وأن عملية التقدم والرقى تعتمد على تنمية القدرات والإمكانات والمهارات المختلفة لأبناء المجتمع . وأن التفكير الابتكاري هو الوسيلة الفعالة لتطوير أي مجتمع وتحديثه في ضوء هذه المتغيرات التي يشهدها العصر .
مفهوم التفكير الابتكاري : يرى عبد السلام عبد الغفار أن التفكير الابتكاري هو نوع من التفكير ينطلق فيه الفرد عبر ما اصطلحت وتعارفت عليه الجماعة التي يعيش فيها إلى مجالات وأفكار جديدة منتجا إنتاجا جديد بالنسبة إليه أو بالنسبة إليها أو إليهما معا ...ويعرف مارلك 1978 Marlok التعريف النفسي للابتكار على أنه يتمثل في قدرة الفرد على إنتاج أفكار وأفعال أو معارف وتعتبر جديدة وغير معروفة للآخرين وقد يكون نشاط خيالي وإنتاجي أو أنه صورة جديدة لخبرات قديمة أو ربط علاقات سابقة بمواقف جديدة وكل ذلك ينبغي أن يكون لهدف معين ويأخذ طابعا علميا أوفينا أو أدبيا أو غيره . ويعرف جيلفورد 1957 أن الابتكار هو تنظيم من عدد من القدرات العقلية البسيطة وتختلف هذه التنظيمات فيما بينهما باختلاف مجال الابتكار وهذه القدرات هي الطلاقة الفكرية والمرونة التكيفية والأصالة والحساسية للمشكلات وإعادة التحديد وهذه كلها تسمى عوامل التفكير الابتكاري حيث قدم خمسة أنواع للعمليات العقلية هي المعرفة ـ التذكر ـ الإنتاج التقاربي و الإنتاج التباعدي ـ التقويم
وهذه العمليات التي يتم من خلالها التفكير الابتكاري وربط الابتكار بالتحليل العلمي عن طريق مهارات الابتكار والتي تتمثل في :
1. الطلاقة وهي القدرة على تقديم أكبر عدد من الأفكار حول قضية معينة في وحدة زمنية ثابتة بالمقارنة بالغير ..
2. المرونة وهي قدرة الفرد على تغيير الحالة الذهنية بالموقف الذي يواجهه وهي عكس التصلب ..
3. الأصالة وهي عملية توليد أفكار جديدة في ضوء المعلومات التي يحصل عليها الفرد وعدم تكرار الأفكار التي قدمها الآخرون ...
4. الحساسية للمشكلات ويعني أن الفرد يستطيع رؤية الكثير من المشكلات في موقف واحد ويعي الأخطار والنقص والقصور في المواقف ويكون إحساسه إحساسا مرهفا .وهناك من عرف الابتكار بالتجديد والإبداع والتطوير المستمر الذي ينتج عن عمليات التفكير التي تركز على نوعين من القدرات هما :
1. القدرات المعرفية .
2. القدرات الوجدانية ...
وهذه القدرات مرتبطة بقدرات سابقة حددها بشأن قدرا تؤثر على إمكانية الفرد في التفكير الابتكاري هي :
"الطلاقة ، المرونة ، الأصالة ، التحسين ، التطوير ، حب المغامرة ، تحدي الصعاب ، حب الاستطلاع ، التخيل " .. كما يحدد شابلين 1975 Chaplin مفهوم الابتكار بأنه القدرة على إنتاج أشكال جديدة في ميدان الفن أو الميكانيكا أو حل المشكلات بطرق جديدة .
أهم السمات التي يتميز بها المبتكرون : هناك سمات يتميز بها المبتكرون من أهمها :
1. الاستقلال والمثابرة ..
2. الميل للمخاطرة ..
3. السيطرة ..
4. الثبات الانفعالي ..
5. الحساسية النفسية ..
6. الاكتفاء الذاتي ..
7. الإقدام ..
8. التلقائية من تفاعله مع الآخرين ..
9. التحرر من القيود التقليدية ..
أهم معوقات الابتكار :
1. محاولة عزل الخيال ..
2. القيود التي تفرض على معالجة الأشياء ..
3. حب الاستطلاع والتأكيد المبالغ على أدوار كل من الجنسين ..
4. التأكيد المفرط على بعض المهارات والخوف من المخاطرة بالإضافة إلى النقد الهدام..
5. ضغوط الزملاء ..
كما يؤكد سيد خير الله 1987 على أنه لكي يحدث الابتكار يجب أن تسمح البيئة بشئ من الحرية والأمن النفسي والسماح بحرية الخطأ وحرية التعبير عن أفكاره وخبراته .. التذكر هو استرجاع ما سبق أن تعلمناه واحتفظنا به ويسمى الاسترجاع وهو استحضار الماضي في صورة ألفاظ أو معان أو حركات أو صور ذهنية وعند دراسة ما يتعلق بموضوع التذكر فإننا بحاجة إلى دراسة عمليات أربع :
1. التعلم والتحصيل أو الحفظ
2. الاحتفاظ أو الوعي
3. الاسترجاع
4. التعرف
أسباب النسيان :
هناك نظريات ثلاث تعلل لنا أسباب النسيان :
1. نظرية الترك والضمور : وهذه النظرية ترى أن الذكريات والخبرات السابقة تضعف أثارهم لعدم استعمالها وهذه النظرية ربما تفسر بعض حالات النسيان فيما يعقب بعض الأمراض في الشيخوخة ولكن هذه النظرية تعرضت إلى كثير من النقد .
2. نظرية التداخل والتعطيل :ترى هذه النظرية أن كثرة الأعمال والسلوكيات والأفعال التي يقوم بها الفرد من شأنها أن يتداخل بعضها ببعض فبالتالي ينسى الكثير من الأحداث التي مرت به نتيجة هذا التداخل .
3. التعطيل الرجعي : وهي تداخل التعليم اللاحق في التعليم السابق بما يؤدي إلى نسيان بعض ما تعلمناه سابقا .
4. نظرية الكبت : وهو أن نسيان المواعيد والتواريخ والمعلومات نابع عن رغبات مكبوتة ويرى ( فرويد) أننا ننسى عن طريق الكبت ما لا نهتم به وما لا نريد أن نتذكره .
قياس الوعي والنسيان هناك طرق ثلاث لقياس درجة الوعي أو النسيان :
1. طريقة الاسترجاع : وتتمثل في تقدير قدرة الشخص على استرجاع درس حفظه أو قائمة من الأسماء أو الأرقام أو الصور بعد فترة معينة من الزمن .
2. طريقة التعرف : وفيها تعرض على المفحوص مادة معينة كمجموعة من الجمل أو من الصور الفوتوغرافية و بعد فترة تعرض عليه نفس الجمل أو الصور وقد أضيفت إليها مجموعة أخرى فيتعرف على ما يعرف منها .
3.طريقة إعادة الحفظ : وفيها يكلف المفحوص حفظ قائمة من الأرقام أو قصيدة شعرية مثلا ثم يطالب بإعادتها ومعرفة نسبة النجاح من الخطأ .